mercredi 8 mai 2013


الدرامـــــــــــا التلفزيونية

يعتبر التلفزيون اليوم من أكثر أجهزة الاتصال الجماهيري انتشارا وتأثيرا فهو يخاطب العين والاذن معاً بالصوت والصورة والحركة فالإنسان يحصل على 90% من معلوماته عن طريق العين و8% عن طريق السمع و 2% عن طريق الحواس الاخرى والعين يجذبها الحركة أكثر من أي حاسة أخرى.

والتلفزيون يعني مشاهدة الصورة منقولة لأسلكياً والأن سلكياً أيضاً عن طريق التلفزيون السلكي أو تلفزيون الكابل كما يعني التلفزيون" الصورة القادمة من بعيد" وهو وسيلة إلكترونية لنقل الأخبار والأفكار والمعلومات والثقافة والفنون والعلوم.

 

كلمة دراما"Drama" هي كلمة يونانية الأصل وهي مشتقة من الفعل اليوناني القديم"spaua" لمعنى أعمل( دراؤ Drao) فهي تعني إذن أي عمل أو حدث سواء في الحياة أو على خشبه المسرح.

 

تعريف الدراما:هو نوع من, النصوص الأدبية, المنتج الأدبي, الذي يروي قصة من خلال الحوار والأحداث و هو معد للعرض أمام مشاهدين (بالمسرح, بالسينما والتلفزيون). أخذت الكلمة من اللغة الإغريقية القديمة وتعني العمل.

 

تهتم القصص الدرامية غالباً بالتفاعل الإنساني وكثيرا ما يصاحبها الغناء والموسيقى ويدخل فن الأوبرا ضمن هذا التعريف. وتنقسم الدراما في المفهوم الإغريقي إلى ثلاثة أجزاء الكوميديا وهو الأداء التمثيلي الذي يؤدي للضحك ممثلا بالقناع الأبيض الضاحك والتراجيديا عكس الكوميديا وهو الأداء التمثيلي الذي يؤدي إلى الحزن ويمثله القناع الأسود الباكي. أما الجزء الثالث فهو نوع خاص من الدراما يقع بين الإثنين، حيث يعتمد قصص الأساطير ويعرف بإسم التراجيكوميدي ويتناول شخوصها الأسطورية ببعض السخرية وحديثا يمكن إدراج بعض أنواع الكوميديا السوداء تحت هذا المسمى.

نشأة الدراما التلفزيونية

لقد ظهرت الدراما التلفزيونية كنوع من الأنواع الفنية التي واكبت ظهور التلفزيون لتحكي رواية أو قصة ما عبر تشخيصها على الشاشة، فالكتابة التلفزيونية هي قبل كل شي عمل أدبي وشكلها الأمثل هو السيناريو... ومخطط السيناريو يعتبر السيناريو هو التعبير الكامل والشامل إلى حد الذي يكون ذلك ممكناً عن فكرة المؤلف.

والقصص أو الحكاية هي العمود الفقري للدراما التلفزيونية فنحن عبر الشاشة نرى أمامنا عالماً ينتظم بطريقة قصصية وكأنه هذه القصة تحدث أمامنا فنحن على كل الأعتبارات نرى الشاشة ونسمع منها ما يجري (الأن) بواسطة أشخاص وحيوانات وأشياء تقوم بالفعل أمامنا أو تعبر عن نفسها بنفسها(دون تدخل من طرف المؤلف) مهما تأرجح المشاهد بين التصديق والتكذيب ومهما تأرجح العمل بين الواقعية والشكلية وهي بذلك تعتبر لوناً من ألوان الدراما الذي نسميه دراما (الشاشة)

لأبد أن البداية الأولى للدراما كفن تمثيلي نشأة عن هذا الميل الغريزي للمحاكاة عند الإنسان، فالدراما مرتبطة بالإنسان والإنسان مرتبط بالأرض منذ هبوط آدم عليه السلام من الجنه فلا بد أن تكون الدراما مرتبطة بالإنسان منذ هذا الوقت وحتى الأن إذا فمن الطبيعي أن تكون الدراما قد نشأة مع نشأة الإنسان على الارض.

مما لاشك بأن الدراما بدأت مسرحية وقد تعددت النظريات والآراء حول نشأتها واختلفت وجهات النظر حول بدايتها فالبعض يرى أن الدراما اول ما ظهرت في الطقوس التي كانت تقام في احتفالات السنه القديمة وقدوم سنه جديدة والتي كانت ترمز لانتصار قوة الحياة على الموت والبعض يرى أنها نشأة من الطقوس التي يكرم فيها الموتى لينالوا الابدية، وكي يستمروا في قيادة الأحياء.

تطور الدراما التلفزيونية

اعتمد التلفزيون في بداية مساره على توظيف الأشكال الترفيهية التي كانت موجودة وقائمة في الراديو وعلى خشبة المسرح، من أجل تأسيس وفرض مكانته لدى الجمهور، إضافة إلى ذلك فان التلفزيون وبالاعتماد على الراديو بدء ببناء إنتاج خاص به سمي بالدراما التلفزيونية، وحدد لها مواصفات ومعايير فنية وتقنية متعددة، والتي تطورت فيما بعد من ناحية الشكل والمضمون.
واستطاعت الدراما التلفزيونية في السنين الأخيرة احتلال مكانة مؤثرة وفاعلة، وساهمت في إعادة الاعتبار لثقافات إنسانية كانت إلى زمن قريب مجهولة ومنحصرة في دائرة الحسابات الضيقة لرجال السياسة والدين والمعتقد. فنجح التلفزيون إذن في سرقة جزء كبير من الجمهور، الذي ظل لمدة طويلة وفيا للقاعة، سواء في المسرح بداية، أم في السينما فيما بعد، نظرا لاعتبارات متداخلة.
وينفرد التلفزيون بخاصية مهمة وأساسية في عملية الإنتاج الدرامي، عن باقي وسائل الإعلام التي تتعاطى مع الدراما والفن عامة، حيث أنه يرتبط مع كل فنون العرض، باعتباره وسيلة للنشر، والإعلام، والإعلان، والدعاية في نفس الوقت. "والدراما التلفزيونية كفن استحدثت أنواعا فنية وأشكالا لها صفات خاصة من حيث استخدام اللغة والبناء الدرامي والعناصر الفنية، وقد اعتمد التلفزيون في البداية على المسرح والسينما نظرا لعدم وجود المؤلف والمخرج المتخصص، حتى استطاع أن يعد فريقا قادرا على إنتاج الدراما للشاشة الصغيرة".  الشيء الذي جعل من الشاشة الصغرى حجر الزاوية في علاقة الدراما بالوسائط الإعلامية الجديدة، فالتلفزيون ينتج، ويقدم، ويعرض الدراما في آن واحد، ويتعامل مع المنتوج الدرامي بصيغ وتمثلات متعددة -لا يتسع المجال لتفصيلها-، رغم أن وظيفته الأولى والأساسية هي الإخبار والإعلان. "ولعل أقرب تحديد لمفهوم الدراما في أفلام التلفزيون، هو التعبير بالقليل عن الكثير، ولذلك يقولون إن كل صورة تروي قصة، فإذا ما رويت القصة بأقل قدر من الإمكانيات والوسائل حق لنا أن نسمي العمل عملا فنيا دراميا متكاملا".
إن هذه الخصوصية التي اكتسبها التلفزيون تعود بالأساس إلى قربها المادي والمكاني من عين الجمهور، أي أن الصندوق السحري يُمَكِّن المنتج الدرامي من الوصول إلى أكبر قدر من المشاهدين والجماهير، إلى درجة أن المنتجين الدراميين تحالفوا مع الإعلاميين وخصصوا فضائيات وقنوات إعلامية بعرض المنتوج الدرامي فقط؛ كالأفلام والمسلسلات ... بل وحتى العروض المسرحية أصبحت تنقل مباشرة أو تسجل في الغالب ويعاد بثها في شاشة التلفزيون. فكم من متفرج لم يعرف شكل المسرح ولا الخشبة في الواقع إلا عن طريق التلفزيون.

 

المراجع

http://www.dramamedia.net/drama/tv/item/20-

البناء الدرامي، عبد العزيز حمودة، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة

البناء الدرامي في الراديو والتلفزيون، عدلي رضا، دار الفكر المصري، القاهرة